وفاة شرف الدين المقدسي ( 694 هـ )
الشيخ الإمام الخطيب المدرس المفتي، شرف الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر بن حسين بن حماد المقدسي الشافعي، ولد سنة ثنتين وعشرين وستمائة، وسمع الكثير وكتب حسناً وصنف فأجاد وأفاد. (ج/ص: 13/403)
وولي القضاء نيابة بدمشق، والتدريس والخطابة بدمشق، وكان مدرس الغزالية ودار الحديث النورية مع الخطابة، ودرس في وقت بالشامية البرانية، وأذن في الإفتاء لجماعة من الفضلاء، منهم: الشيخ الإمام العلامة، شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية، وكان يفتخر بذلك ويفرح به، ويقول: أنا أذنت لابن تيمية بالإفتاء، وكان يتقن فنوناً كثيرة من العلوم، وله شعر حسن، وصنف كتاباً في أصول الفقه جمع فيه شيئاً كثيراً، وهو عندي بخطه الحسن، توفي يوم الأحد سابع عشر رمضان، وقد جاوز السبعين، ودفن بمقابر باب كيسان عند والده، رحمه الله ورحم أباه.
وقد خطب بعده يوم العيد، الشيخ شرف الدين الفزاري خطيب جامع جراح، ثم جاء المرسوم لابن جماعة بالخطابة.
ومن شعر الخطيب شرف الدين بن المقدسي:
أحجج إلى الزهر لتسعى به
وارم جمار الهم مستنفرا
من لم يطف بالزهر في وقته
من قبل أن يحلق قد قصرا