ا
إن من يؤمن بحياة أخرى بعد هذه الحياة الدنيا، وأن الدنيا فانية وأنها لا تساوي شيئاً أمام ما ينتظر المؤمن في الآخرة، سيرضى بما آتاه الله في دنياه ويقبل بالأمر الواقع. والقضاء والقدر أمر هام وضروري في الحماية النفسية ضد الطيش والتهور. والذي لا يؤمن باليوم الآخر محروم من هذه المزية. أما الذين يتوقعون مكافأة لأعمالهم في هذه الدنيا فقط فمن المتوقع أن يكون لديهم بدل الراحة قلق وعوض الطمأنينة خوف.
و إن الإيمان بالمصير الذي بشر به الإسلام مع الاعتقاد بالحياة الآخرة يقوم بالتأكيد بحماية المرء من الانفعالات
+و رغم كل الخدمات التي تقدمها التأمينات الاجتماعية مع تطور الحياة الحديثة للبشر فإن الخوف والقلق بشتى أشكاله لا يزال يفعل فعله في النفس البشرية. وقد رأينا أن كثيراً من الأمراض يمكن أن تعزى إلى متاعب نفسية. وفي عقيدة المسلم ما يعصمه من التأثر بالخوف والقلق. فمظلة التوكل على الله تجعله في مأمن من الخوف، وقد شرحنا ذلك مفصلاً في مبحث " الأمن ". فالذي يوقن بأن مقاليد السماوات والأرض بيد الله وأن النفع والضر بيد الله، يفوض أمره إليه ويرضى بمشيئته، فيستبدل بخوفه السكينة والاطمئنان، وإن حسن توكل المؤمن على الله ينجيه منن الإصابة بكثير من الأمراض.
قال تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } [ سورة الطلاق: الآية 3 ].