منتديات الخفاش
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الخفاش

منتديات الخفاش
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطب الإسلامي.. غائب أم مظلوم؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
billalhannache

billalhannache


المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 24/06/2010
العمر : 36
الموقع : مدينة المدية الجزائر

الطب الإسلامي.. غائب أم مظلوم؟ Empty
مُساهمةموضوع: الطب الإسلامي.. غائب أم مظلوم؟   الطب الإسلامي.. غائب أم مظلوم؟ Icon_minitimeالخميس أغسطس 05, 2010 6:20 pm

الطب الإسلامي.. غائب أم مظلوم؟

(الشبكة الإسلامية) د. عبدالمطلب بن أحمد السح*

المرض حقيقة واقعة، وينال من الإنسان بين حين وآخر {لقد خلقنا الإنسان في كبد}(1). وليس من البشر من هو معصوم من الداء، فحتى الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه يمرضون، أما الشفاء فإنه يتم بإذن الله {وإذا مرضت فهو يشفين}(2)، وذلك عبر أسباب عديدة. لقد كانت رحلة البشر مع المرض صراعًا موغلاً في القدم، عنيفًا قدر شدة الأدواء التي يصادفها الإنسان، مديدًا ما امتدت الحياة على الأرض. ومن هذه العلاقة نجم ما يدعى بالطب، فكيف بدأ هذا الذي يقف للبلاء بالمرصاد؟
لقد قيل عن بدء الطب فرضيات وأقوال تمثلت في تيارين يصعب الجزم بأيهما أتى أولاً؟
الاتجاه الأول: يقول: إن الطب بدأ تجريبيًا، حيث إن الإنسان يجرب علاجًا ما على شكل عمل ما، أو أنه يعتمد على نبات أو معدن أو غذاء إلى ما هنالك من موجودات تحيط به، وعندما ينجح أحدها في برء مريض يتم تسجيله في الذاكرة وتتوارثه الأجيال التي تطوره أو تبقيه جامدًا كما هو.
أما الاتجاه الثاني في تفسير بدء الطب فإنه يرتكز على مبدأ الروحانيات والغيبيات، حيث يقول أنصار هذا التيار: إن المرض بما يحدثه من أمور غيبية ومريعة قد أخاف الإنسان وأرعبه فنسبه إلى قوى خفية، واتجه إلى الغيبيات يستجدي عونها في تحقيق الشفاء.
فأي النظريتين يا ترى تمثل الحقيقة؟ أمر يصعب التكهن به، وربما نكون أقرب للحقيقة إن وقفنا في منتصف الطريق بينهما، وقلنا: إن الأمرين تواجدا في الوقت نفسه مع غلبة أحدهما على الآخر حسب الزمان والمكان، وهذا يجرنا للحديث عن مظاهر الطب في أزمان مختلفة وعند أقوام شتى، ففي بابل كانت التعاويذ والصلوات وتقديم القرابين وطقوس السحر والشعوذة عماد الطب البابلي، ولكن يجب أن نذكر أن طب بابل كان لا يخلو من عقاقير علاجية نباتية وحيوانية ومعدنية.

من مصر إلى الصين
أما الطب المصري القديم فكان يتمتع بميزات علمية وعملية راقية وواقعية، حتى إن بعضه كان يخلو تمامًا من الشعوذة، كما كانت بعض الأوصاف المرضية عند قدامى المصريين دقيقة حقًا، وكل هذا لم يمنع وجود الروحانيات في ذلك الطب الذي جعل من ضفاف النيل مزارع دوائية.
وفي بلاد الإغريق ترعرع لديهم طب لا يستهان به، وكانت لديهم الأبحاث التجريبية والأبحاث النظرية، ونبغ لديهم أطباء لا يزال ذكرهم على الألسن، فأبقراط اعتبر أبًا للطب، وجالينوس لا يمكن نسيان فضله. ولو اتجهت أنظارنا صوب المشرق لوجدنا طبًا له مكانه في سجل الحضارة البشرية، فالهنود لهم طبهم، والصينيون بطبهم فخورون. ويسير بنا القطار لنصل إلى فترة غاية في النقاء والصفاء احتوت على طب فريد متميز أصيل، إنه الطب النبوي الذي أبدع في وصفه الإمام ابن القيم في كتابه الطب النبوي حيث قال: "ليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء، فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي، صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب. ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء له وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور إن لم يتلق هذا التلقي لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسًا إلى رجسهم ومرضًا إلى مرضهم، وأين يقع طب الأبدان منه، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع، وليس ذلك القصور في الدواء، ولكن لخبث الطبيعة وفساد المحل، وعدم قبوله، والله الموفق"(3).

عسل وتمر!!
إن ارتباط الطب بالدين أمثلته عديدة، وربما كان شائعًا في كل الأديان، ولكن هناك من الأديان ما هو وضعي من بدع البشر، ومنها ما هو إلهي قويم أنزله رب العباد، وتبعًا لذلك تكون مصداقية الطب. إن عيسى عليه السلام كانت له معجزات أعطاه إياها الله سبحانه، ومنها ما كان على شكل شفاء للأمراض {وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموت بإذن الله}(4)، والإسلام وهو الدين الذي أراده الله تعالى للبشر، دين كامل على مر العصور والأزمان شفاء، فالإيمان وحلاوته شفاء، والقرآن الكريم شفاء، والنبي صلوات الله وسلامه عليه أعطانا طبًا شافيًا إن شاء الله. وفي طب النبي صلى الله عليه وسلم يوجد الجانبان المادي والروحي، فلقد أوصانا بالعسل والتمر والحبة السوداء والسواك إلى ما هنالك من أمثلة على الجانب الأول، كما أن روح طبه كانت تتمثل في الجانب الثاني الأهم الذي يعتمد على القرآن الكريم والأدعية والرقية الشرعية، هذا عدا أمور أمر بها الإسلام وهي من جوهر الصحة، ألم تسمع قول خير الأنام: "الطَّهور شطر الإيمان"(5). وكذا الأمر بالنسبة للختان(6) الذي ثبتت فوائده الجمة بشكل لا لبس فيه، أما الصيام ففيه من الفوائد الكثير الكثير.
ونعبر محطات التاريخ لنصل إلى أوائل القرن الثالث الهجري، حيث ازدهر الطب العربي والإسلامي، فالعرب لا يمكن نكران إسهامهم الطبي، وقد شهد لهم بذلك حتى الأعداء، لقد كان الطب لديهم علمًا وممارسة أغنوه بالترجمة والتحصيل في البدء، ومن ثم كانت فترة الأصالة والإبداع حيث نبغ أطباء ملأت شهرتهم الآفاق كالرازي وابن سينا والكندي والزهراوي وابن النفيس وغيرهم كثير لا يتسع المجال لذكرهم، وإنتاجهم العلمي كان غزيرًا لدرجة أن وهجه وإشعاعه قد غطى العالم آنذاك وبهر العدو قبل الصديق. والطب والصيدلة توأمان لا يفترقان ولذلك لا عجب إن علمنا أن أول صيدلية عرفها العالم قد افتتحت في بغداد في تلك العهود.
وبمرور الأيام يبقى في الموروث الشعبي طب، ومثل الطب في ذلك مثل كل العلوم والآداب، وهذا ما دعي بالطب الشعبي، ومصادره عديدة متنوعة منها الطب العربي القديم بموارده المختلفة، ومنها طب الجوار حيث إن الحضارات يتأثر بعضها ببعض على الدوام، وكذلك يعتبر التراث الديني رافدًا مهمًا، ويضاف إلى ذلك بين الحين والآخر إضافات من الطب الحديث وخبرات وتجارب يضعها أصحابها ليورثوها أبناءهم. إن هذا الطب فيه الصحيح النافع، كما أن فيه الغث الرديء، ويسمونه أحيانًا الطب العربي، ولكن اسمه الأول أقرب للحقيقة.

الطب المعاصر
لا يتوقف القطار حتى يضعنا في خضم الحضارة المعاصرة، والتي جعلت من الطب مادة كالفيزياء والرياضيات، ورسخت في عقولنا مفاهيم الطب الغربي، بحيث أصبح الطبيب ينفر من كل ما سواه وينبذه وراء ظهره، وهذا ما أدى إلى البعد عن طبنا العربي والإسلامي أكثر فأكثر حيث جهله من يفترض أنهم حماته، وبقي منه شذرات هنا وهناك التقطها بطريق أو بآخر أشخاص قد يكون بعضهم غير جديرين بحمل راية طبنا العظيمة. لقد وصل الأمر ببعضهم إلى أن ادعى لنفسه قدرات خارقة، وبعضهم الآخر استخدم أساليب علاجية أقل ما يقال فيها: إنها خاطئة وربما آثمة، وبعضهم أدخل الشعوذة والدجل في طبه، وهذا ما أدى إلى زيادة النفور من الطب العربي والإسلامي اعتقادًا من بعض الناس أن هذا هو طبنا، وشتان ما بين هذا وذاك.
وتبقى بعض الينابيع الخيرة تفيض عطاء في بقاع شتى، ولها علينا ليس التشجيع فحسب، وإنما البحث والتحري وإثبات النفع والفائدة. في الصين طب له جذور قديمة وفيه أشياء غامضة لا تخضع للمقاييس العلمية المعتادة كالوخز بالإبر، ورغم مادية الصينيين المتأخرين فإنهم لم يغفلوا طبهم ولم ينبذوه، بل أخذوا به وبفوائده، وفتحوا له الجامعات وبحثوا فيه ودرسوه وأصبح مفخرة لهم نسمع به في شرق المعمورة وغربها، وطبنا فيه ما هو أسمى وأعمق من ذلك، ففيه العلاج الذي يصنف بالمادي، وفيه العلاج الذي أنزله رب العالمين وما أعظمه من علاج، انظر إلى ذلك الجمع الرائع بين الطب البشري والإلهي على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن"(7). لقد أمست عيادة الطبيب المعاصر جافة إلى حد ما، طبعًا لا ننسى أن الطبيب بحنكته وبراعته يضفي على ممارسته بعضًا من الحلاوة ويكسبها طلاوة، فتصرفاته وأقواله هي إلى حد ما علاجات نفسية داعمة وقوية، ولكن كم ستكون العيادة غنية زاخرة لو زودنا بخير الزاد؟ أليس القرآن الكريم شفاء؟ أليس الدعاء راحة ولذة للنفس الجزعة؟ ما أروع الأذكار وهي تعيد الطمأنينة للنفس التي أقلقها المرض، قد يخجل أحدهم وهو يقول لطبيبه: أنا أدعو الله كي يشفيني، وأقرأ القرآن عسى أن يجعل الله به شفاء لي، لماذا يخجل وهو يفعل عين الصواب؟! إنه يخشى أن يصفه الطبيب بالتخلف!! إننا بشكل أو بآخر نوقع المريض بالحيرة، وقد يستسلم لاحقًا فينشد كهوف أدعياء الطب ملتمسًا طبهم وشعوذتهم، كما أننا نتيح الفرصة لذلك المعالج الشعبي الذي يتجاوز حدوده ويحاول إقناع الناس بأنه "خارق".

تطور لا نكوص!
لكل بيئة مميزاتها التي تجعلها تختلف عن غيرها، وكل بقعة جغرافية تحمل أمراضًا قد لا توجد في أماكن أخرى، وهذا تابع لعوامل عديدة، كما أن السير التاريخي للإنسان أوجد علومًا مختلفة، ولذلك لا عجب أن تختلف الأدوية والعلاجات، حتى العقاقير التي تقذفها مصانع يومنا هذا قد يختلف أثرها وفعلها من مكان لآخر، والبيئة الحية هي التي تستثمر كل إمكاناتها. وعلى هذا فإن ما يقوم به قوم من تطوير لعلاجاتهم القديمة ووضعها ضمن أطر وقوانين سليمة لا يعتبر نكوصًا عن مبادئ الطب الحديث، وإنما دعمًا لهذا الطب وفهمًا أوسع له بحيث يصبح قادرًا على استيعاب طبهم القديم جنبًا إلى جنب مع ما يردهم من الحضارات الأخرى وما تكتشفه الأجيال. إن كثيرًا من الطب هو إنتاج وإبداع للعقل الذي زودنا به الله سبحانه، وهو لا يختص بقوم أو حضارة دون أخرى، بل هو مجموع متكامل بهاؤه بتلون موارده، وكلما اعتمد هذا البنيان على أركان أقوى اشتد عوده ونضج أكثر. إن اللغة الدارجة في عالمنا الآن هي الإنجليزية، ولكن هذا لا يعني أنها اللغة الوحيدة والفضلى، لا، فهناك لغات عريقة، بل أقوى من الإنجليزية نفسها، فما بالك باللغة العربية التي حفظها الله سبحانه بحفظه لكتابه الكريم؟ الإنجليزية هذا زمانها، أما العربية فهي اللغة الخالدة على مر الأزمان والعصور، وكذلك طبنا الإسلامي المعتمد على القرآن الكريم والسنة المطهرة بالإضافة إلى جوانبه المادية هو طب دائم وفعال على مر الأزمان، ولا يمكننا بأي شكل القول إن الطب المادي الحديث الذي ندرسه هو كل شيء، صحيح أن العديد من المشكلات قد حلها، وأن التقدم الذي وصله كبير جدًا، ولكن طبنا الرائع بخصوصيته التي تجمع بين طب يستعين برب العالمين وطب مثل ذلك الذي تعرفه الحضارة الغربية هو طب شامخ البنيان، ونحن إذ نأخذ العلوم من كل منابعها لا يضرنا ولا يعيبنا أن نشرب من نبع هو أنقاها.
ويبقى الأمل قائمًا ومشروعًا، فإننا مقتنعون بتلك المزايا، ولكن تطور العصر يتطلب الأدلة العلمية القاطعة. أشياء كثيرة في طبنا تحتاج لأن نزيل عنها غبار الزمن الذي أتى بمرور الأيام أو ألقاه بعضهم عليها بقصد أو دونما قصد فلربما وجدنا الكثير الكثير.
إن لواء الطب العربي والإسلامي فخر لمن يحمله وليس عارًا أو مذمة، ورحم الله الذي قال: "لا تكن ممن إذا جهل شيئًا عاداه"، والله ولي التوفيق.
ـــــــــ
*استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة
الهوامش
1ـ سورة البلد ـ الآية 4.
2ـ سورة الشعراء ـ الآية 80.
3ـ الطب النبوي لابن قيم الجوزية ص 33ـ34.
4ـ سورة آل عمران ـ الآية 49.
5ـ رواه مسلم.
6ـ راجع ص 890ـ891 من كتاب DISEASES OF THE NEOBORN. SCHAFFER AND AVERY S 1991.
7ـ أخرجه ابن ماجه والحاكم في صحيحه.
وللاستزادة:
ـ الطب النبوي لابن قيم الجوزية ـ تحقيق الشيخ محمد علي القطب.
ـ التداوي بالحبة السوداء ـ إعداد أحمد شمس الدين.
ـ الختان ـ د. محمد علي البار.
ـ عسل النحل في القرآن والسنة ـ د. السيد الجميلي.
ـ طريقك إلى الصحة النفسية والعضوية ـ عبدالله بن عبدالعزيز عبد الله.
ـ السواك بين الطب والشريعة ـ إعداد أبو أسامة محيي الدين.
ـ نخلة التمر ـ محمود جودة صوان.
ـ تحفة المودود بأحكام المولود لابن قيم الجوزية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطب الإسلامي.. غائب أم مظلوم؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الخفاش :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: